كيف تعرف أن فكرتك الإبداعية قوية؟ .. اسألها هذه الأسئلة

مراحل تطور الفكرة الإبداعية أمر غامض، وفي كل مرة يحاول كاتب سيناريو، أو مخطط حملة تسويقية، أو فريق يحاول صنع محتوى جذاب بأفكار خلاقة يتوافق فيها مع المناسبات المختلفة

الشيء الجيد أن الأفكار جميعها موجودة، ومن جلسة عصف ذهني واحدة يمكن لفريقك أن يخرج بعدة أفكار متناثرة جيدة في معظمها، بل أحياناً ممتازة ولكنها قد لا تكون الفكرة المطلوبة ، أو تفتقد لشيء

؛ في هذه الحالة يحتاج تفكيرك إلى توجيه وتيسير نحو إنتاج فكرة ٠قوية، ومصقولة، ويمكنك أن تستعين في طور التفكير بطرق التفكير التصميمي الذي يعطيك منهجاً لتعاطي الفكرة مع الفريق أثناء جلسات العصف الذهني.

١- دون كل فكرة ممكنة:

مراكمة الأفكار، وأخذ كل واحدة منها بعين الاعتبار من أكثر الطرق المفيدة لتوليد المزيد من الأفكار، لأننا نتدرج في التفكير من العموم إلى الخصوص ونتجه بأفكارنا نحو أكثر الأفكار معقولية.

 ابتعد عن أفكارك ليلاً، فكر بشيء مختلف تماماً، أو مارس مهامك المنزلية دون تفكير، كأن تغسل الأطباق لمدة ساعتين، ثم عاود قراءتها مرة أخرى، ستجد أن الأفكار قد بدأت تترتب بالفعل، وتفكيرك بدأ يتخذ شيئاً فشيئاً اتجاه ما

٢- افهم بشكل من سيستقبل فكرتك:

 كيف يمكن أن تلامسه؟ كيف يمكن أن تكون قوية كفاية حتى لا يشعر بأنها تسخر منه أو لا تناسبه؟ يمكنك أن تحفر في المجتمعات التي ستتلقى الفكرة، أو تستعين بأفراد منهم، كن مستعداً لتخصيص فكرتك، لإعادة قولبتها، وكن مرناً للتغييرات الهائلة التي ستسببها هذه الخطوة

٣- هل فكرتك قابلة للتطبيق؟

 أحياناً تقييم الفكرة لا يعنى بمدى الإبداع فيها بل إلى قابليتها للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع، إن فكرة جيدة، مطبقة بشكل سيء إما لقلة ميزانية العمل، أو شح الأدوات فيه، هي فكرة سيئة.

سيتم إحراق الأفكار واحدة تلو الأخرى بتنفيذ غير ملائم وحجم يتفوق عليها بكثير

تعرف على ميزانية عملك، وكن واعياً بالأدوات التي تمتلكها!

٤- هل يمكن أن تصنع من هذه الفكرة قصة عميقة ذات جذور؟

هذه الخطوة قد تكون الأهم، ففي كل الخطوات الاعتيادية أعلاه، تأتي هذه الخطوة بعمقها الإبداعي والإنساني لتجعل من فكرتك شيئاً مختلفاً.. وتعطيها العمق المطلوب حتى تلامس المتلقي، والشيء الغريب هو أن محاولة صناعة قصة للفكرة حتى ولو لم يتم عرضها في المنتج النهائي تجعلك تلقائياً ترسم الحدود المنطقية لفكرتك، وتفهمها أكثر، وتوسع من مداركها، وتجعل كل كلمة فيها، وكل إسقاط ذو معنى للفكرة وهذا مايجعل منها فكرة قوية وتصمد لوقت طويل بعيداً عن الأفكار الموسمية والتي تنتهي بإنتهاء حقبتها.. وحدها القصص تبقى، وتتناقل من شخص لآخر.

هذه القصة تصنع لك منهجاً، للشخصيات، لطريقة الخطاب، للأفكار الإضافية، وتجعل من محتواك متكاملاً من كل الأوجه.

٥- ماهي أبسط، وأقصر طريقة لإيصالها؟

القوة تكمن في البساطة، والذكاء في إيصال الفكرة ببساطة، إذا كنت تمتلك فكرة قوية ستكون قادراً على تطبيقها في أي شكل، أنفق وقتاً طويلاً للتفكير بمستوى البساطة الذي تريد الوصول إليه.

إن ذكاء الفكرة لا يكمن في عنصر المفاجأة، أو في عنصر الإبهار البصري فقط، بل يكمن في قوتها، القوة التي تستمدها الفكرة من قصة ذات جذور، وعمق كبير يجعل من كل متلقٍ يشعر بارتباط إليها، أن يتعاطف معها، وأن تلامس دون أن يدرك أعمق المشاعر لديه!

تحتاج دائماً إلى أن تربط نفسك، وأفكارك إلى قصة فعلية، حتى تستطيع فهم جذور فكرتك أولاً، وأن تمنحها مصداقية أكبر ثانياً، حتى تلامس المتلقي؛ لأن هذه الأفكار، وهذه القصص تأتي حتماً من ذكرياتنا الخاصة، ومن تجاربنا اليومية، ومن حياتنا التي تقاطعنا فيها مع مئات القصص والأفكار، كيف يمكنك أن تعبر فيها عن طريق شعور غير مفتعل يمكن لكل فرد أن يلامسه، وأن يراوده ذات الشعور، ويخزه ذات الحنين بعد أن يشاهد إعلانك، أو يقرأ مقالة لك، أو تمر عليه تغريدة ما، أو كلمة بسيطة على لوحة إعلانات تنتظره على ناصية الطريق.