أصحاب الخبرة أم العقول؟

ماهو شكل فريق العمل المثالي؟ هل هو الفريق الذي يجمع العقول، أو الذي يمتلك أكبر عدد من خبرة السنوات؟

في الحقيقة أن الفريق الناجح أبسط من ذلك بكثير، لأن الفريق الناجح هو الفريق القادر
على التواصل، وأن يتفاهم إلى درجة تجعله يقوم بإنجاز أي مشروع كان، ويمتلك قدراً عالياً لا من الذكاء المهني فقط، بل الذكاء العاطفي بالدرجة الأولى

الذكاء الاجتماعي هو الترجمة الحرفية لإدارة المشاعر، والذي يتطلب أولاً وعيك بها ومشاعر الآخرين، وكيفية إدارتها وتوجيهها بشكل مناسب لتحقيق مخرجات إيجابية

يعرف النجاح، أو يعرف الذكاء بنظريات مختلفة عن الذكاء المتعدد، وينصح المستمر بتحقيقه في جوانب حياتية متنوعة، ولكن الأهم من ذلك هو السعي المستمر بتطبيق ذلك عمليًا؛ لتحسين فهم مجريات الأمور وتحقيق النتائج المثمرة 

تطبيق هذا النوع من الذكاء في بيئات العمل يحقق الكثير من السلام والإنجاز ورفع مستوى الأداء، كون العاطفة جزءًا لا يمكن لنا كبشر التخلي عنه حتى في أكثر بيئات العمل صرامة، وتعد مشاعرنا جزءًا مهماً في تشكيل تجربتنا العملية؛ وصياغة علاقاتنا ومركزنا وحتى شخصياتنا في بيئات العمل

الشخص الذكي اجتماعيًا هو شخص استطاع أن يركز اهتمامه على من حوله، ويستفيد من ذلك بشكل إيجابي مما يمنحه مركزاً جذاباً من بين أعضاء الفريق؛ فهو يمتلك على فهم وقراءة إشارات التواصل اللفظي التي تشمل لغة الجسد ونبرة الصوت وغيرها في عمليات التواصل، والاستماع بشكل فعال، ومراعاة اختيار الكلمات عند التواصل مع الآخرين، والقدرة على السيطرة على المشاعر السلبية التي تنشأ نتيجة ضغوطات العمل كالغضب، والإحباط، والتوتر

بهذا المستوى من الذكاء يستطيع أعضاء الفريق معرفة الأسئلة التي يمتلكها كل شخص، وبالتالي الإجابة عليها دائماً سواء أكانت جوهرية مثل (ماهو الهدف من هذا العمل؟ لماذا قررنا أن نقوم بذلك ولماذا يحصل ذلك؟) أو حتى يومية بسيطة

معرفة السؤال قبل طرحه والإجابة عليه يحقق الكثير، ويختصر أطنان من الوقت

إن الذكاء العاطفي من روافد المؤسسة الأساسية والاستثمار فيه ذو عوائد عالية، خصوصاً أن عملية التوظيف تعتمد بشكل أساسي على هذه القدرة في فهم الآخرين بسرعة وسهولة، حيث تضع هذه المؤسسات السلوك والشخصية على رأس قائمة معايير التقييم، والمفاضلة بين المتقدمين في معادلة

 60٪؜ شخصية (Attitude) 
 20٪؜ معرفة(knowledge) 
20٪؜ مهارات (Skills)

وتعزيزه يساهم في اختيار أشخاص جيدين في عملية التوظيف من خلال فهم طرق تفكيرهم، وشخصياتهم، والتواصل الذكي معهم للوصول إلى قرار سليم من ناحية توظيفهم من عدمه

إذا كان الذكاء العاطفي أو الاجتماعي قابلاً للاكتساب، فما هي مفاتيحه؟

:الوعي الذاتي : يبدأ الذكاء بذوات الغير، بمعرفة ذواتنا أولاً والوعي بتصرفاتنا، ومشاعرنا العابرة حيث يحدد الشخص شعوره هل هو منافسة محضة، أم غيرة من زميل متفوق؟

وتستثمر الشركات ميزانية التدريب على اكتشاف الذات وتنميتها لأنه المفتاح إلى فريق ناجح، حيث يفهم الشخص ذاتهوالآخرين ويبدأ بتفهم الفروق الشخصية ويحسن بذلك من طرق التواصل معهم من خلال الدورات مثل اختبارات
MBTI

إلى جانب الدورات التدريبية والورش العملية تساهم الحياة اليومية في المكتب برفع الوعي والذاتي والذكاء العاطفي، ومما يساهم في رفع الوعي الذاتي بين أعضاء الفريق هو سؤالهم إلى جانب ما رأيكم بهذا الموضوع أو ذاك الأمر، أن يتم سؤالهم بشكل مباشر (ماهو شعورك تجاهه إذا؟) هذا النوع من الأسئلة يثمر مع الوقت وببطء يفرق فيه الشخص بين شعوره، ورأيه، وما يفترض به فعله

:التعاطف: التعاطف بطبيعته معدٍ، وهو مفتاح رئيسي لتفعيل الذكاء الاجتماعي بطريقة سليمة، حيث أنه من خلال تفهم الاختلافات الشخصية، والتعاطف مع الطبيعة الإنسانية المتقلبة في إدارة الأمور تجعل من الأفراد أكثر انفتاحاً للتواصل الفعال، وصنع علاقات مهنية وثيقة مبنية على الثقة بأن هذا الشخص يفهمه تمامًا

(PDF) The
effects of emotional intelligence in employees Performance
. Available from: https://www.researchgate.net/publication/317384342_The_effects_of_emotional_intelligence_in_employees_Performance [accessed Oct 20 2018].

Sources:

https://www.forbes.com/sites/forbescoachescouncil/2017/10/30/why-emotional-intelligence-is-indispensable-for-leaders/#43e27f17275b

https://www.thebalancecareers.com/how-to-develop-your-emotional-intelligence-1918467

https://www.mindtools.com/pages/article/newLDR_45.htm

https://www.researchgate.net/publication/317384342_The_effects_of_emotional_intelligence_in_employees_Performance