تعتبر الأغنية الروسية غريبة على الأذن في ظل العولمة التي تسيطر فيها أمريكا على الصورة الذهنية للروس، وعدم تواجدها بشكل كبير
استمعنا في مونديال 2018 إلى الأغنية التي أنتجها البلد المستضيف لهذا الحدث، وتم أداؤها في حفل الافتتاح من قبل المغنيين الأساسيين سماش (SMASH)، وبولينا جارينا (Polina Gagarina) ايقور كريد (Egor Krid)
وهي أغنية جميلة بالمجمل، عاطفية، وكلماتها لطيفة كذلك ولكنها على الرغم من ذلك لم تنجح بالوصول إلى العالم!
وذلك لعدة أسباب تسويقية نلخصها في الآتي:
أولًا:
أغنية موجهة من الروس، للروس:
كأس العالم بصفته حدث عالمي لا بد من أن يحاكي الذائقة، والعاطفة العالمية، لا المحلية.
أتخيل لو كنتُ مواطنًا روسيًا، وسمعت الكلمات التي تتحدث عن كيف وصلنا أخيرًا، وكيف تحققت أحلامنا، سأطرب لها جدًا، ولكن ماذا لو كنتُ مواطنًا عالميًا؟ لا تلامسني هذه الكلمات ولا أفهمها بدون ترجمة!
ثانيًا:
شخصياته كثيرة:
هذه الأغنية لثلاثة مغنيين، أشهرهم المغنية بولينا جارينا، لا يستهان بشهرتهم وراهنت بهم روسيا لتمثيلها، وبغض النظر عن الحكم على أدائهم من الناحية الفنية لأنه ليس من اختصاصنا إلا أن تركيز المشاهد لم يكن على شخصية واحدة مثل أغنية شاكيرا في كأس العالم بإفريقيا الذي وعلى الرغم من تعدد الشخصيات المساعدة إلا أنك تستطيع أن تتذكر بوضوح إبتسامة شاكيرا وتعابير وجهها بغض النظر عن شهرتها وتأثيرها البالغين.
ثالثًا:
لحنه لا يتكرر:
مرة أخرى إذا تحدثنا من الناحية التسويقية لا الفنية، نجد أن اللحن البسيط المتكرر، والذي يعلق في ذهنك هو الأنجح دائمًا مثل أغنية La Copa de la Vida لـ ريكي مارتين
الذي سيعيد لك لحن مقطع ( أوليه أوليه ) ذكريات ذلك المونديال والحقبة التي تليها حتمًا!
رابعًا:
لا يستخدم لغة مشتركة :
من جماليات كأس العالم والمناسبات العالمية عمومًا هو بروز الثقافات المختلفة، واللغات العريقة، والذي يعد أشبه بصلح ثقافي، ومع ذلك فإن هناك نوعًا من اللغة المشتركة تدعى لغة المونديال .. تستخدم مصطلحات الملعب، بعض من الأسطر باللغة الإنجليزية ويفلح الأمر برمته!
في أغنية شاكيرا (Waka Waka) على الرغم من أنها باللغة الإنجليزية إلا أن الأسطر التي غنتها باللغة المحلية تتردد على لسانك بلا توقف بعد سماعها لعدة مرات فقط!
وأخيراً لا أحد يستطيع الجزم بنجاح أغنية من عدمها، أو إعلان عن آخر ولكن يمكنك أن ترى حجم وصولها لتقيس مدى نجاحها وهل استطاعت أن تحقق هدفها المنشود.